لقاؤنا يتم هذه المرة مع أستاذة لها باع طويل في تدريس اللغة العربية بوصفها لغة ثانية أو لغة أجنبية ، وهي رؤية تعبر عن خبرة ودراية ،نشكر للأستاذة عصمت سويدان  سرعة التجاوب والاهتمام بالموقع والانشغال به ، ونرجو أن تكون هذه المساهمة أول الغيث ، وقد وعدت الأستاذة باستكمال ما بدأت في حلقات ورؤى متتابعة

 

 

 

 

مخطط لرؤية لغوية تربوية

 

   إن اكتساب اللغات و استخدامها في الحياة اليومية استخداما صحيحا بكل ما تتضمنه من مهارات لغوية متنوعة كالاستماع و الكلام و القراءة و الكتابة إنما هو الهدف الأساسي من تعليم و تعلم أي لغة من اللغات البشرية .

    إن العمل على زيادة فعاليات تعليم وتعلم اللغات لغير الناطقين بها يتم بأساليب عديدة منها:      

الأساليب التعليمية  المباشرة .

                الأساليب غير المباشرة .

وباستخدام وسائل تعليمية مختلفة ومتنوعة مثل :

الوسائل السمعية .

 الوسائل البصرية .

الوسائل السمعية البصرية معا

و القدرة على التعلم ملكة من الملكات العقلية، وحصول الملكات عن طريق التلقين والمشافهة والمباشرة تكون أشد استحكاما وأقوى رسوخا من التلقي من الكتب ، وهذا لأن التعليم صناعة لابد لها من صانع ماهر ، والصانع الماهر في ميدان العلم و التعليم هو المدرس ، لذلك يقول ابن خلدون في ص   498  من مقدمته :"إن حصول الملكات المباشرة والتلقين أشد استحكاما وأقوى رسوخا " ، و العملية التعليمية تتكون من أركان ثلاثة أساسية ، هي المعلم و الطالب و المادة المتعلمة ، و المعلم هو القطب الواصل بين المتعلم و المادة المتعلمة ، والاستمرارية في التعليم من أهم الأمور التي تعين على حذق المعلم ومهارته في التعليم لأنه بهذا تجتمع فيه خبرات السابقين، وكما ورد في الفقيه والمتفقه للبغدادي - في الجزء الثاني ص   9 6 - فقد روي عن محمد ابن سيرين أنه قال :

" إنما العلم دين فانظروا عمن تأخذون "  بهذا يكون المعلم القدوة لأقرانه و طلابه في آن واحد هو الذي رسم نفسه بآداب العلم و تحصيله.لهذه الأسباب جميعا كانت هذه الورقة.

    وهذه الورقة المقدمة إنما تتضمن رؤية لغوية تربوية تهدف إلى زيادة فعاليات العملية التعليمية اللغوية عامة ، وتعليم اللغات لغير الناطقين بها خاصة ، وسواء بين المعلم و اللغة من جهة ، أو بين اللغة و المتعلم من جهة أخرى ، لاسيما في تعليم اللغة العربية لغير   الناطقين بها ، - خطوات لدرس عملي - وسيلتها التعليمية المستخدمة هي كل الوسائل المتعارف عليها في العملية التعليمية ( يمكن حصر حدودها تبعا للأهداف الخاصة بكل درس على حده ) ، وهذه الرؤية تتأتى في جانبين :-

 الأول  الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة ( الحاسوب ) .

 الثاني  الاستفادة من البيئة المحيطة بالطالب والمعلم معا (الرحلة التربوية اللغوية) .

 الرؤية اللغوية الأولى :-

 

       و تتمثل في استخدام  " الحاسوب "  الذي به يمكن تحقيق جميع الأهداف التربوية المقصودة من عملية التعلم، سواء منها الأهداف العامة أو الأهداف الخاصة ،كالمعلومات الجديدة المراد الاطلاع عليها و معرفتها ، و الاتجاهات التي يتضمنها كل درس و المراد غرسها في نفوس الطلاب ، والمهارات التي يجب أن يكتسبها الطلاب في كل درس من الدروس

 

مجمل الأهداف التي يمكن تحقيقها بواسطة الحاسوب كوسيلة تعليمية لغوية نجدها في

أولا : المعلومات :-

      ا- عن كيفية استخدام الطالب للحاسوب ( طريقة تشغيله).

     ب- طريقة البحث عن المعلومات بواسطة شبكة المعلومات العالمية "INTERNET".

     ج- كيفية استخدام الطالب للحاسوب لتنمية اللغة العربية  ومهاراتها المختلفة.

د-عن بعض المواقع العربية و الإسلامية التي تفيده دينيا و لغويا وثقافيا.

                              

ثانيا : الاتجاهات :-

      أ- تنمية اتجاهات الطلاب نحو استخدام التكنولوجيا الحديثة في التعلم الذاتي ، و العمل على                         تنمية خبراتهم العلمية و العملية بواسطة الحاسوب الآلي.

     ب-غرس المزيد من روح الانتماء للغة القرآن الكريم وثقافته العربية الإسلامية ،      

       وهذا يتم برفع الشعار الآتي :

             

              "    كن قرآنيا و تكلم العربية    "

 

 ثالثا :  المهارات:-

          اكتساب الطلاب مهارات في استخدام الحاسوب  لتنمية وتعزيز لغة

           رسول الله صلي الله عليه و سلم ، ولغة القرآن الكريم ،واللغة التي أختارها الله 

            لأهل جنته.

 

   لتحقيق مجمل الأهداف السابقة تتبع الخطوات التالية:

             1- تقسيم الطلاب إلي مجموعات طلابية صغيرة (3-4) طلاب.

             2- تشغيل الحاسوب.

             3- تحديد/ اختيار نظام الباحث الآلي مثل "YAHOO"، أو غيره.

             4- كتابة اسم الموقع والبحث عنه بغرض التعلم.

             5- تحديد / اختيار المهارة المرغوب في تعزيزها من خلال الحاسوب

                 مع ملاحظة أن كل من مهارة الاستماع ،والقراءة  ،و الكتابة فقط هي التي يمكن للطالب أن ينمي ما اكتسبه منها فقط ويحافظ على ما تعلمه من لغة عربية بواسطة الحاسوب .

                          نماذج تدريبية عملية

أولا :- مهارة الاستماع

        يمكن للطالب التدريب عليها من خلال المواقع الإذاعية المسموعة فقط ،

       أو من خلال المواقع الإذاعية المسموعة المرئية  التالية،والتي تقوم بعملية 

- البث الإذاعي المباشر (الحي LIVE ) .

- البث الإذاعي غير المباشر ( البث التسجيلي/ المسجل )

 س - كيف للطالب الاستفادة من هذه الوسيلة التعليمية  ؟

  ج-يقوم الأستاذ بتكليف الطالب بالاستماع أولا ثم كتابة ما فهمه من

       أفكار رئيسية ، ثم كتابة تلخيص لما سمعه وفهمه  من الموضوع.   

  ملاحظة :-

                يمكن للطالب أن يستمع  من مرة إلى أكثر في حال استخدام برنامج الإذاعة المسجلة .

             1- مواقع عربية يمكن التدريب من خلالها :-

             2 - الإذاعة العربية "الجزيرةHTTP://WWW.AL-GAZIRAH.COM".

             3 - الإذاعة البريطانية الناطقة باللغة العربية ومفتاحها

HTTP://WWW.BBC.CO.UK/ARABIC                                                                                

 

  ثانيا :- تنمية مهارة القراءة

 

           س - كيف يمكن تنمية مهارة القراءة بواسطة الحاسوب؟ .

            ج - تتبع الخطوات التالية :-

             1  - تكليف الطالب بقراءة لأحد الموضوعات / الأخبار الواردة في أحد   

                  الصحف أو المجلات .

             2  - كتابة للأفكار الرئيسية للخبر أو الموضوع .

 3  - كتابة للخبر أو الموضوع مرة أخرى بأسلوبه الخاص .  

             4  - قراءة الطالب للخبر الواحد مثلا في أكثر من مصدر ( مجلة أو صحيفة )،

                  ثم يكتب تلخيصا لهذا الخبر بأسلوبه الخاص ، ومن ذهنه .

 ملاحظة :-         

            يمكن الاستعانة بالمواقع الإخبارية والثقافية الصادرة باللغة العربية ، وهي كثيرة ومتنوعة منها على سبيل المثال لا الحصر نجد :-

" الساحة العربية " محيط MOHEET ومنها تبدو على الشاشة صفحة تتضمن العديد من الخيارات .

  المركز الفلسطيني للمعلومات INFO .NET HTTP://WWW.PALESTINE  

  صحيفة الإذاعة البريطانية العربية  HTTP;//WWW.BBC.CO.UK/ARABIC

  الفضائية العربية  HTTP;//WWW.ARTV.COM/ALWAN

التي بواسطتها يمكن  لكل من الطالب المبتدئ والطالب الضعيف أن يرقى بمستواه اللغوي  عن طريق قراءة القصص المصورة و المتوافرة بكثرة في هذا الموقع .

  لطلاب المستويات المتقدمة ؛ لاسيما طلاب كلية اللغة العربية وكلية علوم الوحي  يمكنهم الوقوف على :-

الساحة العربية     HTTP;//WWW.ALSAHA.COM

الشعر العربي HTTP://WWW.JEHAT.COM       

      أما طلاب كلية الاقتصاد الذين يتعلمون اللغة العربية فيمكنهم التدريب من خلال الموقع التالي:-

النيل والفرات HTTP;//WWW.NEELWAFURAT.COM.

 

ثالثا :- تنمية مهارة الكتابة :

 

      للطالب تنميتها بواسطة البرنامج  العربي MICROSOFT WORD ARABIC EDITOR     فمن خلال هذا البرنامج يمكن للطالب التدريب على الكتابة بواسطة الحروف  العربية لأي فكرة ، أو فقرة ، أو موضوع يشاء كتابته باللغة العربية .

       أهم ما يمكن تحقيقه من أهداف من هذا البرنامج  هو تنمية القدرة على الكتابة  الإملائية   و معرفة الأخطاء التي قد يصيبها الطالب أثناء الكتابة ،  فيلاحظ ظهور خطا أسفل الكلمة الخطأ  ، فيتنبه الطالب إلى خطأه ، حينئذ يستخدم المصحح الآليSPELLING  الذي يقوم بعرض الكلمة الصحيحة ، و من ثم يتعرف  الطالب على الخطأ فيصحح  لنفسه أخطاءه  الإملائية ،فيعرف الكلمة الصحيحة ، والحروف العربية الصحيحة، و بهذا يتعلم الطالب تعلما ذاتيا .

 

رابعا :- الثروة اللغوية اللفظية :-

             يمكن العمل على زيادة المفردات اللغوية  ومعرفة معانيها ،وأضدادها بواسطة الموقع التالي :-

           القاموس HTTP://WWW.ALQAMOOS.COM

 

خامسا :- القرآن الكريم  والأحاديث النبوية الشريفة:-

                التدريب على قراءة القرآن و تلاوته و معرفة تفسيره و دارسة معانيه ، والأحاديث النبوية الشريفة  في الكتب الستة ، ومع إثراء للثقافة الإسلامية وكثير من الموضوعات التي يهتم بها المسلم نجدها في :

 

                           HTTP://WWW.ISLAM.GOV.GA

         WWW.AL-ISLAM.COM/ASIT HTM

         لاسيما أنها مترجمة للعديد من اللغات .

 

                                الخاتمة

                  إيمانا بالقول " ما لا يدرك كله لا يترك كله " و عليه ليس بالضرورة  الذهاب إلى البيئة الطبيعية للغة كي يتم اكتسابها بل يمكن صناعة هذه البيئة والوصول إليها بواسطة الحاسوب الآلي.

       إن  استخدام الحاسوب في التعليم والتعلم هو استخدام وتطويع للتكنولوجيا  المعاصرة كأحد سبل العملية التعليمية.

               مما سبق يتضح لنا أن الطالب يستطيع تعليم نفسه بنفسه بواسطة هذه المواقع المختلفة الغنية بعلومها العربية والإسلامية وثقافتيهما  مهما كانت درجة استيعابه للغة ومدى اكتسابه لها ، وقربه أو بعده عنها .

 

التوصيات :-

          

1 - أن يكون التعليم بواسطة الحاسوب جزءا أساسيا من البرنامج التعليمي للغة  العربية في قسم لغة القرآن بالجامعة الإسلامية .على أن يكون  ثلاث ساعات لمرة واحدة في الأسبوع للمستويات الأولى ، وأما المتقدمة مرة واحدة كل أسبوعين .

 

2- ضرورة متابعة هذه الدروس من قبل المعلم و الإدارة القائمة على التوجيه والإشراف ووحدة تطوير الأداء .

 

3-  أن يتم التدريب و التعليم في معامل الحاسوب بالجامعة الإسلامية والمركز الإعدادي فهذه الساعات  لها كثير من الفوائد التربوية الغنية  ؛ فهي:-

                                           

قد تغني بعض الشيء عن معامل اللغات التي تفتقر إلها الجامعة .

تخرج باللغة من حيز الجمود (بين دفتي الكتاب) إلى الحيوية والنشاط وتبث الحياة فيها لاسيما أن الطالب يتعلمها في بيئة بعيدة و ليس في بيئتها الحقيقية هذا من جانب ، ومن جانب آخر نجد أن بيئة التعلم ذاتها محاطة  بالعديد من الثقافات اللغوية المختلفة بل والمتباينة أيضا.

مبعث ومجدد للنشاط الذهني  و النفسي للطلاب بخروجهم من قاعة الدرس اليومية التقليدية  الفقيرة بوسائلها التعليمية إلى بيئة يعمل فيها الطالب بصورة إيجابية.

 

         هذا من فضل الله العليم ورضاه هو المقصود و من غيره أسأل التيسير والتوفيق و الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه إلى يوم الدين .

                 والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

عصمت نصر عبد الحميد سويدان

ماجستير   

في تعليم اللغة العربية للناطقين بغير العربية

أستاذة اللغة العربية بالمركز الإعدادي

الجامعة الإسلامية العالمية – ماليزيا